✏️ العنوان والمؤلف
🧒 القصة باختصار
عثمان، طفلٌ في السادسة من عمره، كان يلاحقه كابوس متكرر في كل ليلة. في حلمه، ظهر له كتاب غامض ذو غلاف جلدي أسود وكتابات ذهبية ونحاسية، بدا له مُثيرًا وكأنه يحمل سرًا بداخله.
في الحلم:
- رأى والدته تيهيا (أرملة تعمل خادمة)، في مطبخ فاخر ولكن بلون رمادي باهت.
- أمسك الكتاب، وشعر بفضولٍ كبير وفرحٍ غامر حين بدأ يتفتح أمامه، وملأه شعور بالسكينة وسط الصراخ المحيط.
- تدخلت والدته للدفاع عنه وعن حبه للكتاب، بينما حاولت السيدة زينب (صاحبة البيت) انتزاع الكتاب، حتى تحوّلت إلى أفعى حمراء ضخمة.
- خرجت والدته بسكينها للدفاع عن شغف ابنها للتعلم، مستنكرة أن تمنع السيدة زينب ابنها من هذا الحق.
- استيقظ عثمان قبل نهاية المشهد، وهو يتساءل عن المعنى: الكتاب ليس له، والسيدة زينب تظهر كعدوة، لكنه شعر بسعادة بحيازته للكتاب ورغبته في التعلم.
🔍 مغزى القصة
بعد سرد عثمان لحلمه، فهمت والدته اللغز بوضوح:
- هي أرملة ووالدة توأمين معاقين، تعمل خادمة لدى السيدة زينب لتوفير قوتهم الأساسي.
- تواجه خطر فقدان عملها نتيجة تأخرها بسبب متابعة رعاية أولادها المرضى.
- الحلم يرمز إلى شغف عثمان بالتعلم، والكتاب الغامض يمثل المعرفة التي ينشدها.
- الصراع بين والدته والسيدة زينب في الحلم يعبّر عن الصراع الواقعي بين حق الطفل ومستوى عيشه وموقع أمه الوظيفي.
القصة من مجموعة قصصية بالأمازيغية للكاتب نفسه، مترجمة إلى العربية، من منطقة بنسركاو – أكادير (almorabbi.org).
سنُحلل القصة من زوايا متعددة، خاصة رمزية الكتاب، والصراع الاجتماعي والتعليمي الذي تعكسه القصة:
🕮 أولًا: رمزية "الكتاب" في الحلم
الكتاب في حلم عثمان ليس مجرد غرض مادّي، بل رمز كثيف المعنى:
- المعرفة والحلم: غلافه الجلدي وكتاباته الذهبية والنحاسية توحي بأنه ثمين وغامض. يمثل المعرفة بوصفها كنزًا.
- الحق الطبيعي للطفل: عندما يتمسك عثمان بالكتاب، فإنه يتمسك بـ حقه الطبيعي في التعلم، حتى إن كان في بيئة فقيرة وظروف صعبة.
- الكتاب يفتح نفسه لعثمان: في الأحلام، هذا يدل على أن المعرفة "تفتح أبوابها" لمن يشتهيها بصدق، حتى دون توفر الشروط الخارجية.
🧠 ثانيًا: رمزية الصراع في الحلم – زينب والأم
السيدة زينب، الغنية، تمثل هنا السلطة الاقتصادية والاجتماعية:
- حين تتحول إلى حية حمراء، يتضح رمز العدوان، لا تجاه عثمان فقط، بل تجاه كل من يحاول "تجاوز طبقته" بالتعليم.
- اللون الأحمر يرمز في الثقافة الشعبية إلى الخطر، الغضب، والعدوان.
أما الأم (تيهيا) فهي رمز مزدوج:
- من جهة: امرأة فقيرة، منهكة، تعيش على الهامش.
- ومن جهة أخرى: مقاتلة ومثقفة بالفطرة، لأنها تدرك أن مستقبل ابنها يبدأ من الكتاب لا من المطبخ.
السكين في يدها ليس أداة عنف، بل رمز للدفاع عن الكرامة.
⚖️ ثالثًا: الصراع الاجتماعي والتعليمي
القصة تُظهر بذكاء ما يلي:
البعد : الفقراء عثمان وأمه - الأغنياء (زينب).
التعليم : رغبة عميقة وحق محروم - وسيلة تحكم.
السلطة : قائمة على القيم والصبر - قائمة على المال.
الحلم : وسيلة للهرب والالهام - مكان الخوف والاقصاء.
💡 الخلاصة
"حلم و مدرسة" ليست قصة أطفال، بل صرخة روحية واجتماعية عن الحلم بالتعلم وسط واقع مليء بالعوائق.